ديتمار هامان: غوارديولا يقترب من نهاية حقبته مع مانشستر سيتي
أطلق النجم الألماني السابق ديتمار هامان، لاعب ليفربول الأسبق وأحد أبرز المحللين الرياضيين في أوروبا، تصريحات مثيرة للجدل بشأن مستقبل المدرب الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي. ورأى هامان أن فترة الهيمنة التي صنعها غوارديولا مع الفريق الإنجليزي خلال السنوات الماضية بدأت تقترب من نهايتها، مؤكداً أنه لا يتوقع أن يحقق أي لقب كبير آخر مع "السيتيزنز".
تصريحات هامان حول مستقبل غوارديولا
في حديث لوسائل الإعلام الأوروبية، قال هامان:
"كل شيء له نهاية في كرة القدم. بيب غوارديولا قضى وقتاً طويلاً مع مانشستر سيتي، أطول حتى مما قضاه يورغن كلوب مع ليفربول. العمل في هذا المستوى مرهق للغاية، سواء من ناحية المسؤوليات الكبيرة، أو التعامل المستمر مع الإعلام، أو السفر الدائم وخوض المنافسات المكثفة."
وأضاف هامان أن المدرب الإسباني يواجه تحدياً مختلفاً في تحفيز اللاعبين، الذين أمضوا معه بين 7 و9 سنوات، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى بطء في الأداء وتراجع في الحماس، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على فرص الفريق في التتويج بالبطولات المقبلة.
غوارديولا ومسيرة ذهبية مع مانشستر سيتي
منذ توليه تدريب مانشستر سيتي في عام 2016، قاد غوارديولا النادي لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في تاريخه، أبرزها:
- الفوز بـ 5 ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال 7 سنوات.
- تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي عام 2023.
- التتويج بعدة ألقاب محلية أخرى مثل كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي.
- الوصول إلى مستويات فنية جعلت الفريق أحد أقوى الأندية على مستوى العالم.
ومع ذلك، يرى هامان أن هذه النجاحات قد تكون بلغت ذروتها، وأن الحفاظ على نفس المستوى من الدافعية والإنجازات سيكون أصعب في السنوات المقبلة.
تأثير طول الفترة على اللاعبين
من النقاط التي ركز عليها هامان في تصريحاته هي عامل الملل والتشبع لدى اللاعبين. وأوضح أن مجموعة من النجوم مثل كيفين دي بروين، برناردو سيلفا، وإلكاي غوندوغان (قبل رحيله)، عاشوا تحت قيادة غوارديولا لفترة طويلة، وهو ما قد يجعل من الصعب تحفيزهم بنفس الطريقة التي كانت موجودة في بداية المشروع.
هذا الأمر – بحسب هامان – قد يؤدي إلى فقدان السيتي لعنصر "الجوع" في المنافسة، وهو العامل الذي ساعد الفريق على اجتياح المنافسات المحلية والسيطرة على الدوري الإنجليزي في السنوات الأخيرة.
مقارنة بين غوارديولا وكلوب
لم يخلُ تصريح هامان من مقارنة مباشرة بين غوارديولا ويورغن كلوب مدرب ليفربول. وأكد أن بقاء غوارديولا لفترة أطول من كلوب لا يعني بالضرورة قدرة الأول على الاستمرار بنفس الوتيرة.
وأضاف: "العمل مرهق للغاية بالنسبة للمدربين في هذا المستوى. كلوب أعلن مسبقاً رحيله عن ليفربول في صيف 2024 لأنه شعر بثقل الضغوط، وربما يواجه غوارديولا الشيء ذاته قريباً."
هل اقتربت نهاية هيمنة مانشستر سيتي؟
تصريحات هامان فتحت الباب أمام تساؤلات كبيرة: هل اقتربت فعلاً نهاية الهيمنة التي فرضها مانشستر سيتي على الكرة الإنجليزية والأوروبية؟
بعض المحللين يرون أن الأمر قد يكون صحيحاً، خصوصاً مع التحديات الجديدة التي يواجهها الفريق مثل:
- الإصابات المتكررة لعدد من النجوم.
- المنافسة المتزايدة من أندية مثل آرسنال وليفربول وتشيلسي.
- الإرهاق الذهني الناتج عن خوض مباريات مكثفة على جميع الجبهات.
لكن على الجانب الآخر، هناك من يرى أن وجود غوارديولا نفسه هو ضمانة لاستمرار الفريق في المنافسة على الألقاب، خاصة وأنه ما زال يملك كوكبة من أفضل اللاعبين في العالم.
ردود الأفعال على تصريحات هامان
أثارت تصريحات هامان جدلاً واسعاً بين الجماهير ووسائل الإعلام:
- جماهير السيتي: رفضت هذا الرأي واعتبرت أن الفريق ما زال قادراً على حصد البطولات بقيادة غوارديولا.
- الإعلام الإنجليزي: تناول التصريحات بحذر، لكنه أشار إلى أن الإرهاق النفسي والذهني للمدربين حقيقة لا يمكن إنكارها.
- المحللون: بعضهم وافق هامان، معتبرين أن الحفاظ على القمة لفترة طويلة صعب جداً في كرة القدم الحديثة.
غوارديولا وتحديات الموسم الجديد
مع انطلاق الموسم الجديد، يواجه غوارديولا تحديات حقيقية للحفاظ على مكانة مانشستر سيتي:
- الحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي في ظل منافسة قوية من آرسنال وليفربول.
- محاولة الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا، وهي مهمة صعبة نظراً لقوة الأندية الأوروبية الأخرى.
- تطوير جيل جديد من اللاعبين قادر على مواصلة النجاحات مستقبلاً.
هذه التحديات قد تحدد ما إذا كان كلام هامان واقعياً أم مجرد رأي مثير للجدل.
الإرهاق الذهني للمدربين.. عامل حاسم
واحدة من النقاط التي لا يمكن تجاهلها هي مسألة الإرهاق النفسي للمدربين. فغوارديولا منذ بداية مسيرته مع برشلونة ثم بايرن ميونيخ وأخيراً مانشستر سيتي، قضى أكثر من 15 عاماً في أعلى المستويات. الضغوط المستمرة قد تدفعه للتفكير في التوقف، تماماً كما فعل كلوب أو زين الدين زيدان في فترات سابقة.
ماذا بعد غوارديولا؟
حتى لو صدقت توقعات هامان وغادر غوارديولا قريباً، يبقى السؤال الأهم: من سيكون خليفته في مانشستر سيتي؟ وهل سيتمكن أي مدرب آخر من الحفاظ على هذا المستوى من النجاح؟
بعض الأسماء التي تتردد بين المحللين تشمل:
- ميكل أرتيتا (مدرب آرسنال الحالي ومساعد غوارديولا السابق).
- جوليان ناغلسمان (مدرب منتخب ألمانيا حالياً).
- لويس إنريكي (مدرب باريس سان جيرمان).
لكن في الوقت الحالي، يبقى غوارديولا على رأس الجهاز الفني، وما زال أمامه تحديات كبيرة قد تكشف حقيقة صحة تصريحات هامان.
الخاتمة
تصريحات ديتمار هامان حول مستقبل بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الرياضية. وبين من يرى أن "كل شيء له نهاية" ومن يؤكد أن غوارديولا ما زال في أوج عطائه، يبقى الحسم داخل الملعب وحده.
ما هو مؤكد أن مانشستر سيتي سيظل محط أنظار العالم في السنوات المقبلة، سواء استمر غوارديولا أم قرر أن يطوي صفحة نجاحاته الأسطورية مع الفريق.